تشبع أبي_ رحمه الله _بالفكر السلفي إبان تواجده بالمملكة العربية السعودية في ثلاثينات القرن الفايت ولم يكن عالما ولم يخضع لتعليم نظامي ؛؛ ثم انتقل إلى مصر طالبا للرزق ؛؛ ونهل من معين الأزهر عبر الخطب وحديث الخير والإيمان ،، فجمع المتناقضات في الفكر الإسلامي ،، كان عاشقا للزعيم جمال عبد الناصر ومناصرا للقضية الفلسطينية ؛؛ قاتل في نهاية الأربعينات مع ثوار عرب فلسطين عبر الاردن! …ثم عمل في الجيش الانجليزي في مصر ؛؛ كان يستمع للمطربة نجاح وام كلثوم عبر المذياع !!
وكان يعتبر اذاعة ام درمان ” دناقلة ساكت “عندما وضع عصا الترحال بقريته كرمكول …
كان مناهضا للتصوف ولا يعترف بخليفة ولا سيد …وله رأي في الإدارة الأهلية ورجالها … يصلي الجمعة بجامع كرمكول” التحت” واحيانا يتجه إلي مسجد دبة الفقراء ” التحت” !!!!
وبقية الأوقات يقيمها في البيت فردا أو مع أبنائه بعد يرفع الآذان من منزله !!؟؟
أمضى بقية عمره في محاولة لزراعة قطعة رملية لم تكن صالحة للزراعة ولم يكن هو يصلح أن يكون مزارعا…………
علمت لاحقا أنه كان يحاول يملأ ذلك الفراغ الكبير الذي يخيم على حياته نهارا ثم يعود ليلا ليتجول بين محطات الإذاعة ليستعيد ذكرياته ويتابع القضية الفلسطينية.
فما زالت القدس محتلة ولاتزال الأرض الرملية خالية الا من بعض نخلات تعاني العطش والإهمال .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *