بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ولنبلونكم بشىءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون﴾ صدق الله العظيم
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ صدق الله العظيم … اللهم آمييين … اللهم آمييين … اللهم آمييين
والحمد لله رب العالمين
إنا لله وإنا إليه راجعون… الحمد لله الذي خلق الموت وجعله حتماً واجباً علي كل الأنفس واستأثر هو بالبقاء وحده لاشريك له… وبشر الصابرين بأن لهم الجنة. نسال الله يتقبل الأخ أحمد ود فاطمة بت السرة قبولاً حسناً ويجعل مقعده مع ﴿الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ صدق الله العظيم.
عظم الله الأجر وبإذن الله يجعل لقاءنا به ونحن جميعاً مع والدينا في الفردوس الأعلي في رفقة خير البرية نبينا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. رحمه الله وغفر له وجعل فردوس الجنة مقره ومستقره ومثواه خالداً فيها أبدًا…
التعازي الحية لكم أخوتي وأخواتي والأسرة الكريمة وكل الأهل… وتقبل الله دعاءكم… وجعل الله البركة فيكم وفينا وفي ذريته …
ﺑـﺎﺳﻢ الله الذي ﺑﺮﻯ ﻧﻔﺴـﻚ وهداها ومهد لها ﺍﻟﻄـﺮﻕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺛـﺮ … باسم ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻙ، ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﺪًﺍ … باسم اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺒﺮ ﺟﺒـﺎﺭ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃـﺮ
ﻭﻋﻠﻰ ﻃﻪ الأمين ﺻﻼﺗﻲ ﻭﺳﻼﻣﻲ ﻋﺪ ﻣﺎ كان وما سيكون وعد الحركة والسكون إلى يوم يبعثون وما بعده بإذن الحي القيوم.
ﻭﺇﻟﻰ (أحمد أخوي) وهكذا تعودنا أن نسمية وننادية منذ أن وعينا علي ظهرها هذه الزائلة … وعند اللقيا بعد أن يطول الغياب (أحمد أخوي) وكنت ترد على سجيتك وفطرتك (واثق أخوي) وذلك الحضن الذي إلي ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻧﺼﺮﻑ
ﻣﺖ أخي ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸـﺮﻑ حتى لا ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ مرهوناً ﻟﻌﻘﻞ ﻻ تصله دماء الحياة فقد ﺗﻨﺎﻭﺷـﻪ ﺍﻟﻈــﻨﻮﻥ … والحمد لله أشهد لك بأنك قد درستني وأبناء جيلي مادة (الدين) وقد أوردتنا بجهدك مورد ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ.
ﻧـﻢ أخي ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻓليس هناك ظلم للمعلمين ولا لغيرهم ولا حزن هناك في دار اليقين فقد ﻭﺳﻌﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ …. ولكن أهل الإسراف واﻟﺴﺮﻑ يريدون أن يبقي العلم في بلادنا ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﺎﺋﻤًﺎ ﻳﺮﻋﻰ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻄـﻮﻳﻞ ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻈــﻠﻢ ﺟﻬﺮًﺍ ﻣﻦ ﺃﺗﻮﻥ ﻷﺗﻮﻥ.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ يرجوه المعلم ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻹﺩﻗﺎﻉ ﻭﺍﻟﺸـﻈﻒ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ … وهكذا ﻳﺎ أخي واستاذي صار مصير المعلمين، ورثة الأنبياء، في بلدي، ﺟﺴﺪ ﻳﺬﻭﻱ، ﻭﺭﻭﺡ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻴﻬﺎ ﺗـﺤﻠـﻖ ﻭﺃﻧﻴﻦ. (أحمد أخوي) لقد ﻏﺒﺖ أو أخفيت نفسك ﻋﻤﺪًﺍ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ولقد ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣـﺰﻧﻚ ﺃﺑﻬﻰ وأكرم وأنبل بل أكثرنا نبلاً …. لذلك سبقتنا … (فإنما يعجل بخياركم)، فكنت أخيرنا فنحن قد ﻣﺘﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺮﺣﻞ ﻋﻨﻬﺎ، ﺣﻴﻦ ﻛـﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﻮﻡ ﻟﻢ ﻧﻜـﻨﻬﺎ، ﻭﻧﻔﻮﺱ ﻛﻢ ﺗﻌﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﻃـﺮها ﻭﻣﻨﻬﺎ، وﻣﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
(أحمد أخوي) ﺇﻥ ﻧﻔﺴـﺎ ﺗﺘﺴﺎﻣﻰ ﻟﻸﻋﺎﻟﻲ، ﺗﻮﻗـﻬﺎ ﺃﺑﺪًﺍ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﺳﻮﻑ تصلها دعوات الصالحين ورحمة رب العالمين بلا ريب وشك، بل يقين وعين اليقين.
(أحمد أخوي) ﻟﻚ ﻣﻨـﻲ صالح الدعوات وعدًا، ولك مني ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺣﺒًــﺎ، ولك مني ما ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴـﻼﻡ….
ﺳﺒﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠـﻬﻢ نفساً بذلت في العلم والتعليم جهدًا لم ينل مايستحق في عالمنا الظالم، وعندك لا يظلم أحد (لاظلم اليوم) أو بعد اليوم. ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ دعواتنا ودعوات طلابك ﻣﺎ ﻓﺎﻕ ﺧﻴﺎﻟﻲ ونعلم أن المعلم ﻳﺒﻘﻰ ﻧﻴـﺮًﺍ، ﻳﻨﺸﺮ العلم ﻣﻦ ﺟﻮﻑ سكون الجهل رغم أنه ﻳﺘﻠﻈـﻰ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﻴﻨـﺎ ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ في هذه الدنيا ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧـﻲ، ﺛﻢ ﻳﺨﺒﻮ ﻭﺗﻀﺊ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻭﻣﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ فينا نحن تلاميذك وفي الزهراء فاطمة (أم أبوها) وإخوتها وتضيء الدعوات في القبر وفي السراط بإذن الغفور الشكور الرحمن الرحيم.
(أحمد أخوي) ظللت ﺳﻤﻮﺍً ﻓﻮﻕ هاتيك ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ وبقي ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻮﺛـــﺎﺏ ﻧﻮﺭ ﻭﺑﺼﺎﺋﺮ. وانعزلت كما زكريا في محرابك ﻋﺸﺖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻮﻓﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، وطويت عنا سرك، أو كما في أيامنا تخفي وجعك ﺍﻟﻤـﺆﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ الأبواب وﺍﻟﺴـﺘﺎﺋﺮ، وهو ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ لنا ﻭﻳﻐﻴﺐ … حتى ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻗﺮﺏ إليك ﻣﻦ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ، ﺛﻢ ﺗﺴﻤﻮ ﻭﺗﺰﻳﺪ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻰ لا إله إلا هو وحده لا شريك له فساحاته أوسع وأجمل وأعدل وﺃﺭﺣﺐ … ﻓﺎﺩﺧﻠﻮها ﺑﺴﻼﻡ ﺁﻣﻨﻴﻦ
ﺇﻧـﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴـﻼﻡ … وله ﻋﻴﻨـﺎ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ
اللهم إنا نستغفرك من كل سيئة ارتكبها (أحمد أخوي) أحمد ود فاطمة بت السرة في ملأ أوخلاء سراً أو علانيةً … اللهم إنا نستغفرك من كل فريضة أوجبتها عليه في آناء الليل والنهار تركها خطأ أو نسياناَ (سهواً) أو عمداً أو جهلاً. نستغفرك من كل سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تركها غفلةً أو سهواً أو نسياناً أو تهاوناً أو جهلاً أو قلة مبالاة بها … ونقه يا ودود يا رحمن يا رحيم من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.