في شهر فبراير يذداد النمتي وهى حشرة صغيرة متخصصه بالتحديد في الأذنين وبعدها ولن تترك لك مكان الا وتقرصك فيه بالذات الوجه ، في ذلك الوقت يلبس الناس النمتيه وهي مصنوعه من القماش الخفيف الشفاف ويجب ان لاتحتوي علي النايلون حتي يستطيع لابسها النظر والتنفس هذا الوقت هو وقت لقاح التمر
يقوم الناس بقطع ( الجراب ) وهو من ذكر النخيل ويتم قطعه في مرحله محدده حتي لايكون غير مستوي أو يكون فوق الاستواء وينفتح وتتناثر اللفحات البيضاء خارجه وهي تشبه البدره وهذا يعتبر موسم اللقاحين وهم متخصصون في تسلق النخيل يعرفون مكان الذكر من النخيل كما يعرفها صاحب النخيل كمعرفتة لابنائه يقومون بأخذ الجرابات للمنزل وبجلسة تضم كل أفراد الاسرة يقوم الأب بتشليخ الجراب الي اجزاء صغيره يمكن ربطها بصورة لاتنفك ولاتتبعثر البدره منها .

يقوم جميع افراد الاسرة بالمشاركة بتربيط كمية كبيرة ويحملها اللقاح ويقوم بوضع كل ربطة علي كل زبيطة حتي يتم لقاحها .
سبحان الله احيانا يتم اللقاح عن طريق الرياح بالذات إذا كان الذكر في وضع يجعل الرياح تهب منه الي أنثي النخيل ، كل هذا ومعاناة ( النمتى) قايمة مما يجعل المهمة صعبة .
بعد فترة حوالي شهر يوليو وأغسطس يطلع التمر الرطب مثل ود لقاي والكرش وهو حلو جداً
لا انسي كذلك تمر الهبوب وهو رزق مساق لكل الناس ويقوم الناس ببيعه لعمنا اسماعيل عبدالباسط حيث كان يعمل خيراً كثيراً ليستر خلق الله ( جعله الله في ميزان حسناتة ورحمه رحمة واسعة) حتي ونحن صغار تذكر ناخذ اليه كيلة بلح ويقوم بدفع السعر فوراً وننطلق فرحين مبتهجين .

يستمر حش التمر من اغسطس حتي اكتوبر حيث يحضر اللقاح وأسرتة وأسرة صاحب التمر ويقوم صاحب النخيل بدعوة بعض نساء ورجال البلد ( غالبا من فقراء القرية ) كنت صغيراً لا اعرف الحكمة من ذلك ولكن عرفتها مؤخراً حيث بعد الانتهاء من ذلك اليوم العصيب غالباً العصر حيث يبدا من الصباح الباكر يأخذون حقهم ورايت والدي ( اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ) بعد ان يأخذون حقهم يغدق لهم في العطاء فعرفت الحكمة وأغلبهن نساء كبار في السن حيث الإنتاج لا يتوافق مع العطاء سبحان الله .
اثناء ذلك نقوم بشق الزبيطة من المقدمة ونحني جزء منها لعمل ( الطبطاب) ونهزها بقوة فتصدر صوتا نستمتع به جداً
بعدها نقوم بجمع الشوالات ونقوم بنقل التمر الي البيت بالجمال ( التي غالباً ما يملكها اللقاح ) والحمير التي كنا نملك منها خمساً
ونقوم بالذهاب الي البيت ويخزن البلح في مخزن حيث نقوم بفتحه وتكويمه في الأرض حتي يجف .

بعد ان يجف التمر نقوم بوضعه في شوالات خيش جديدة وطبعا ( يكش ) بعامل الشمس ويوضع علي فلقات ( جزع النخيل ) ويسمي السيداب حتي يتم بيعه . هناك نوعان منه التمر تمر الأكل وهذا للأكل فقط وليس للبيع والانواع الثانية اشهرها الجاو والبركاوي .
وكان اهلنا يقولوا فى هذا الموسم رمية الزبيطة في التحتانية دقة الدلوكة في القليعة دلالة علي بداية موسم الزواج والافراح بعد حش التمر
أيام جميله لا ادري هل ستعود وان عادت لن يعود نفس اللقاح لانه اصبح يشار له بالبنان بعد من الله عليه من الذهب ولله الحمد والشكر،






اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *