كانت الفقيدة حسنى من أعمدة الأسرة وأركانها بشهادة الصغير قبل الكبير ، إمراة بعشر رجال.
، مات الأب الاستاذ صديق طه الفضل خريج الازهر وهو علي كرسي التدريس بمدرسة البنات ببورسودان ، ترك وراءه أربع من الاولاد واربع من البنات ، وكانت حسني أكبرهم عمرا وقدرا واخذت علي عاتقها تحمل المسؤولية من غير أن يكلفها احد بذلك ، ولكن بحكم الرتبه والترتيب أخذت مكان الوالد في كرسي التدريس وإدارة شؤون الأسرة بحزم الأبوة وحنو الامومه في مزيج غريب يفتقده كثير من قادتنا اليوم.
تقدم للزواج منها ابن عمها صابر محمد نور طه الفضل خريج كلية الزراعة جامعة الخرطوم فارس همام عز عليه الا يقف بجانب ابنه عمه يشاركها الكفاح ومقارعه الحياة سويا. فرح الأهل واتو من كل حدب وصوب ، اتو من بورتسودان والخرطوم وكسلا ومدن اخري هاجروا بحكم النسب او بحثا عن الرزق الذي ضاقت سبله لضيق الارض ، اتو كاسراب الطيور المهاجره تحن لأوكارها يذهبن خماصا ويعدن بطاننا استقبلتهم كرمكول بالاهازيج والطنابير في موسم التزاوج والحصاد فابي النخيل الا أن يشاركهم الأفراح برطبه وتمره ومن لم يكن له رطب ولا تمر من النخل تبرع (بعرجونه) و( كروقه) لتشعل نيران الكرم للحبان والاهل ، ومن لم يستطع تبرع (بسعفه) اليابس لبناء عش الزوجية ، وحتي من لم يبلغ الحلم تبرع بسعفه الاخضر لنسيج (السباته) وهي مهبط العروس وحلف احدهم ان يكون جريده الاخضر الغض بشري وفال حسن في يد العريس يبشر به من حوله من الشباب يشجعهم علي التقدم بدخول عش الزوجية ، وتبرع اخر ببرش العريس وحتي الصغار يتشابوا في فرح محموم لكي يفوزون بشرف المشاركة حتي ولو كان (طبقا)لغطاء الصحون الفتية بملامحها طيبة المذاق بمحتواها شهية الرائحة لمن يشمها ، وتبرع اخر بأن يكون ( عمره) لحفظ الأشياء او تقديم الرطب واليابس من التمر ، فلله درك أيها النخيل فلا عجب أن قالو عنك انك من اشجار الجنة وكيف نعجب وقد شربت وارتويت من النيل وهو رفيقك من الجنة فما اروعك تظللنا بالنهار من حر الشمس وتهبهب علينا بجدائلك أثناء الليل كي ننام قريري العين وكيف لاتقر اعيننا والرحمن جعل منك حارسا لناطعمنا من ثمارك وحتي كبارك