فى وسط الحله كان فى دكان عمنا عبد الجليل سعد بين البوابتين من الساعة الخامسة ونصف تقريبا يطلعوا العنكريب الصغير وبرش الصلاة والابريق و الراديو الفيلبس للحاجة امنه بنت بشارابي رحمها الله.. رغم أنها كانت غير مبصرة لكن كانت مثقفة وفي جميع المجالات وذلك بفضل ما نهلته من صديقها الراديو فكان تستمع للاذاعات العالمية مثل صوت أمريكا و مونتكارلو و البي بي سي تقلب الموجات يمين وشمال لا يمر خبر في العالم محزنا او مفرحا الا وكانت هي تعرفه بل وتناقش في كل الأمور السياسية العالمية من هذا الراديو ونحن نجلس نلعب بالقرب منها كنا نسمع أصوات عمالقة الاذعات العالمية مثل أيوب صديق ومديحة رشيد المدفعي و اسماعيل طه وماجد سرحان والرياضي افتيني قريطم.. بعد السابعة مساء تعمر الجلسة لحضور نشرة ام درمان عند الثامنة لسماع اخبار الموتى.. رحم الله الحاجة آمنة بنت بشارابي ورحم جميع موتانا وموتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..
كانت رحمة الله عليها مثقفة جدا رغم أنها ضريرة اول ما فتحنا بعد الابتدائي ودخلنا المتوسط مطلع التمانينات كان بدت حرب العراق كنا نسمع نقاشها ان العراق استعملوا غاز الخردل المحرم و اغتيال السادات وتفاصيله وريغان عمل ايه وكلام كبير جدا مش في السياسة الداخلية فقط بل و السياسة العالمية.
نحن صغار تحت النيمة دي بتلقى الجرايد والمجلات كمية كبيرة جدا بجيبها الحاج العمدة رحمه الله باشتراك رسمي مع مكتبة صبحي اذا قالك امش جيب لي الجرايد من جوة تشيل هم من شده ما تقيلة .. وشنو ما فيها روز اليوسف والمصور و العربي الكويتية و الأخبار والوفد و الدستور وهنا لندن الناس دي كانت مثقفة جد.. كان في حراك سياسي وثقافي عجيب تحت النيمة دي شفنا شخصيات عجيبة الشاعر اسماعيل حسن وولاد الميرغنى ووفود اجنبية و سفراء وعساكر ضباط كبار جدنا عبد العظيم سنادة كان هو البلقي الخطابات.. كانت خطاباته منمقة ومطعمة بالشعر القديم والحديث سمعنا منه البحتري وابو تمام والفرزدق وشوقي والعقاد..
الوفود الأجنبية كان غالبا ما يحاورها جدنا عبد الله عباس احمد كان متمكن في اللغة الإنجليزية بجانب انه خطاط خط عجيب كل الدفاتر بتاعت حصر النخيل و البهائم والأسر كانت تكتب بواسطته هو وجدنا احمد فرح ..
جدنا عبد الرحيم عبد الحليم رغم اني شفته وانا صغير جدا الرجل ده كان أنيق جدا وهو أيضا خريج كلية غردون واتذكر خطاط خط عجيب ،
وجدنا احمد فرح نسيت ما سألت عم سعيد عن سبب عدم استمراره ومواصلته في الدراسة الرجل ده كان مشروع عالم اي مسألة تغلبني في الرياضيات كنت بمشي ليه على طول.. بالإضافة إلى عمله في اي شي متقن وغير معقوب.
كرمكول دي والله كانت مسرح طبيعي شخوصه ناسها كلهم بسجيتهم مسرحيين تقوم من الصباح وكل يوم تمر عليك اللقطات متتابعة مفرحة وحزينة .
حبوباتنا بنات حماد يمن و سعدة و ست العيلة ديل والله كنا نقعد جمبهم في الرعية او واردات الموية تسمع حكاويهن تضحك اليوم كله..
الحاجة السيدة محمد فرح والمني بنت الله معنا و الزلال حسين والرحمة بنت النيل ديل من سباحات البلد ومافى زول يقدر يعوم زيهم .
انت لافي تلقى جماعة شاغلوا جدنا فضل نمر جاري وراهم وهم جارين عشان ما يعرفهم يلحقهم يجلدهم..
تمشي فريق وراء تلقى حبوبتك امنه حسين شايلة البستلة ماشية دكان جدنا احمد رحمة الله عليها تقولك تعال يا ود ود خالد الرسول يا ولدي اب قرشين وشلن وأب عشرة دحين يبقن كم؟؟..
تلف يمن تلاقيك بقارية شايلة الترمس ماشية توزع على البيوت رحمة الله تغشاها مره مسكينة..
جارتها حبوباتنا صليحة بنت الفقير هي واماتنا امنه حسين والقندل عندهن قصص كثيرة ، واحده من قصصهم ، بعض الوجبات بياكلوها مع بعض وغالبا ما تكون وجبة الفطور حاجة امنه جابت الملاح في صحن مشت على حاجة صليحة اترفقوا ومشوا على حاجة القندل هناك ضربوا الدقيق و رموا القراصة الفحم على الكانون جمروا يلهب ختوا الصحن فوق جمر الكانون و يتونسوا الا ان يسخن الملاح و تستوي القراصة قبلوا على الكانون واذا بالصحن والملاح مافي وطفي النار ، امنه بت ود صبر شافته وقالت محينتنا المليح والصحن راحن طبعا الصحن بلاستيك..
وحاج بكري الريح و محمد المطيب (بندرشاه) رحمهم الله .. محمد المطيب واحمد فرح و اسماعيل رمضان و مكي المطيب وعلى دائما بكونوا في لجنة الوابور وكان تدور بينهم اشياء مضحكة خاصة جدنا احمد فرح مع بندر شاه.. رحمهم الله جميعا